تزامناً مع التحركات التي قرّر لبنان القيام بها بعدما توسعت مساحة الاعتداءات الإسرائيلية في في اتجاه البترون عبر الإنزال البحري الذي نفّذته قبل يومين وانتهى بخطف قبطان تقول إسرائيل إنّه «من العناصر السرّية للقوة البحرية» للحزب. وفي موازاة الشكوى التي سترفعها بعثة لبنان لدى الامم المتحدة في نيويورك بناءً لتوجيهات من وزير الخارجية بعد التشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجّهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء دعوة إلى مجموعة سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، إلى لقاء يُعقد اليوم في السرايا لإبلاغهم القراءة اللبنانية للعدوان ومخاطره ليس على سلامة وأمن لبنان فحسب، إنما على الأمنين الإقليمي والدولي.
وكشفت مراجع ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ السفراء الخمسة تجاوبوا مع الدعوة وسيشاركون جميعاً في الاجتماع، ذلك انّ لهم أكثر من رسالة يريدون تكرارها أمام المسؤولين اللبنانيين تعبّر عن المخاوف من حجم العمليات العسكرية، وانّ احتمال توسع الحرب لم يعد وهماً كما نُقل عن أحدهم، وانّ تبادل الهجمات بين تل أبيب وطهران من إحدى تجلّياتها. ولفت آخرون إلى انّهم حذّروا مراراً من مجرى الأحداث، عندما شدّدوا امام جميع المسؤولين اللبنانيين على مختلف المستويات، على أهمية الفصل بين لبنان وغزة، وقد ذهبت أمنياتهم أدراج الرياح بالنسبة اليهم، وقد فوّتوا مجموعة من الفرص الذهبية التي كان يمكن ان تُستغل بطريقة فضلى.
واكّدت هذه المراجع، انّ الالتزام بالقرارات الدولية في لبنان تحول مصيدة للمجتمع الدولي، وأنّ الرهان على قدرته على تطبيق هذه القرارات ولا سيما منها القرار 1701 بكل مندرجاته لم تكن حصيلته واضحة ومقنعة. وانّ النقاش الدائر في الداخل لا يُعوّل عليه خارج اطار كونه من المناكفات الداخلية. فالمجتمع الدولي يريد أن يرى الخطوات الضرورية ولو نُفّذت في مواقيتها لما كان التشدّد اليوم قائماً في شأنها.